الأربعاء، 17 مايو 2017

مصرع "حارس ليلي" بفاس .. مهاجرون مصدومون وتجار مُضربون


بدت المدارات الطرقية وأماكن إشارات المرور الضوئية بمدينة فاس خالية من المهاجرين غير النظامين من دول جنوب الصحراء، في ما يبدو توجسا منهم إثر تورط زملاء لهم من الكاميرون في حادث مقتل حارس بقيسارية العلج خلال عملية سطو كان هذا المركب التجاري مسرحا لها يوم السبت الماضي.
وفي جولة، اليوم الاثنين، على مختلف المدارات الطرقية بمدينة فاس، التي كانت عادة تعرف توافدا كبيرا لمهاجرين غير نظاميين من دول جنوب الصحراء للتسول واستجداء سائقي السيارات، لوحظ إخلاؤهم لهذه الأماكن؛ إذ فضلوا التواري عن الأنظار بأماكن إقامتهم، وخاصة بمخيم سكة القطار الذي يعيش قاطنوه، المقدر عددهم بألف لاجئ، تحت وقع الصدمة إثر ارتكاب هذا الحادث.
المهاجرون مصدومون
أكد المهاجرون المقيمون بمخيم سكة القطار بفاس، في لقاء لهم بالجريدة، أن إخلاءهم لمدارات مدينة فاس جاء بشكل طوعي، وعبروا عن أسفهم لحادث مقتل الحارس بقيسارية العلج، مجمعين على أنهم كانوا دوما يلقون الدعم من سكان مدينة فاس، ولم يعانوا من طرفهم من أي شكل من أشكال التمييز العنصري، كاشفين أن ارتكاب مثل هذه الأحداث من شأنه أن يزيد من تأزيم وضعيتهم ويحد من تعاطف ساكنة المدينة معهم.
"إيسو"، مهاجر غابوني، علق، في حديث له مع هسبريس، على مقتل الحارس المذكور بالقول: "ما فعله إخواننا بفاس لم يرضنا. الحادث أغضب سكان المدينة. نريد منهم ألاّ ينظروا إلينا على أننا كِيفْ كيفْ، ليس كل المهاجرين لصوصا"، وأضاف: "المغرب بالنسبة إلينا هو فقط محطة عبور. نحن نبحث عمّا نسد به رمقنا في انتظار الفرصة للانتقال إلى أوروبا".
من جانبه، أكد عيسى، لاجئ نيجيري، أن من قام بارتكاب حادث القيسارية غير مقيم في المخيم، وقال: "أولئك الأشخاص هم من المهاجرين الميسورين، لهم منزل وسيارة ويعيشون حياة جيدة. بهذا المخيم ليس هناك لصوص، لقد هز مشاعرنا هذا السلوك وأثر على استقرارنا. منذ وقوع الحادث ونحن نقضي الليل دون نوم خوفا من رد الفعل".
وأضاف عيسى متحدثا لهسبريس: "بعض إخواننا بفاس غيروا موقفهم منا وأصبحوا ينظرون إلينا وكأننا نفعل الشيء نفسه. نحن نقف في أضواء المرور لكي نوفر ما نأكله. أصدقاؤنا المغاربة يساعدوننا، لا يمكن لنا خيانتهم ونحن نعيش هنا بفضلهم. رجاء لا تضعوننا في كفة واحدة".
بدوره، قال عبدلاي، وهو مهاجر من دولة مالي: "نحن هنا ليس للاعتداء على الناس. نحن هنا من أجل الذهاب إلى الضفة الأخرى"، وأضاف متسائلا: "هل إذا قام مغربي بقتل مغربي آخر سيقول الناس جميع المغاربة قتلة؟ من قام بذلك الفعل تم توقيفه وانتهى الأمر، المغاربة ناس طيبون".
التجار يضربون
من جانبهم، دخل تجار قيسارية العلج وقيسارية غيتة المحاذية لها، المتخصصتين في بيع وإصلاح الأجهزة الإلكترونية، في إضراب عن العمل يستمر ثلاثة أيام؛ وذلك على إثر مقتل الحارس الليلي لمركبهم التجاري، المتواجد بشارع الحسن الثاني وسط مدينة فاس، على يد مهاجرين من الكاميرون.
في غضون ذلك، قال إبراهيم كماح، تاجر بقيسارية العلج، في تصريح لهسبريس، إن إضرابهم عن العمل جاء للتضامن مع عائلة الحارس الهالك، الذي وصفه بشهيد الواجب المهني.
وأبرز المتحدث أن التجار يريدون، من خلال خوض هذا الإضراب، توجيه رسالة إلى السلطات لتحمل مسؤولياتها في ما وقع، وأكد أن لا مشكل للتجار مع المهاجرين من دول جنوب الصحراء، قائلا: "من قاموا بارتكاب الجريمة ليسوا من المهاجرين المتشردين، هم مهاجرون في وضعية جيدة، لهم منزل يقيمون فيه، ويعيشون بشكل أفضل".
وأبرز المتحدث أن مرتكبي هذا الحادث، الذين لهم سوابق إجرامية، كانوا يتجولون بحرية، وقال: "التحقيقات كشفت أنهم نفذوا جريمة سابقة بمدينة مكناس. نطالب الدولة بفعل شيء ما مع هؤلاء المهاجرين؛ يجب أن توفر لهم مكانا يقيمون فيه، وأن تتم مراقبتهم عن قرب".
كماح نفى وجود نظرة عنصرية، قبل وبعد وقوع هذا الحادث، ضد المهاجرين غير النظاميين، وطالب بضرورة إخضاعهم كلاجئين للقانون، "كما هو معمول به في جميع دول العالم"، بتعبيره، مضيفا: "نحن نرحب بهم في بلدنا.. نحن كذلك أفارقة"، وأقر باحتمال وجود مجرمين ضمن المهاجرين فارين من العدالة بدولهم الأصلية

تفكيك عصابة تقترف سرقات بالعنف اليوم وسط "برشيد"

  أوقفت عناصر الشرطة القضائية اليوم بمدينة برشيد ثلاثة أشخاص، بينهم فتاة، للاشتباه في ارتباطهم بشبكة إجرامية تنشط في اقتراف السرقات بالعنف...